الإقتصاد في النطق
من أمثال العرب في هذا المجال :قولهم (من أكثر أهجَرَ )
والمعنى أن المُكثر ربما خرج الى الهجر وهو القبيحُ من القول . ويقال
أهجرَ اذا افحش وقال مايقبح قال الشماخ ابن ضرار :
كماجدةِ الأعراق قال ابن ضَرَّةٍ .... عليها كلاماً جارَ فيه وأهجرا
- وقال أكثم بن صيفي ( المكثار كحاطب الليل ) شبه كثير الكلام
بحاطب الليل ، لأنه ربما نهشته الحية أولسعته عقرب
وقال ايضاً ( الصمتُ يُكسِبُ لصاحبه المحبة )
وقال آخر ( السكوت خير من الندم على القول )
(عيّ صامت ٌ خيرٌ من عيَّ ناطق )
وقال الفرزدق :
وان أمرءً اغتابني لم أطأ لهُ ...حَريماً ولاتنهاهُ عني أقاربه
كمحتطبٍ ليلاً أساوِدَ هَضبةٍ .... أتاهُ بها في ظُلمةِ الليلِ حاطبه
وقال علقمةُ ابن علآثه الجعفري ( من حكماء العرب ) :
أول العِي الاختِلاط ، وأسوأ القول الافراط . والاختلاط : التخليط في
الكلام والاكثار من النطق .
- فحفظ اللسان من قبيح الكلام فرض على كل مسلم ، لأن ضرره عظيم
قال بعضهم : ان اللسان حيةٌ مسكنها الفم،
وقال ابن مسعود ليس شيء احوج الى طول سجنٍ من اللسان .
وقيل في الصمت السلامة وفي التكلم الندامة ومن أحسن ماقيل :
احفظ لسانك أيها الانسان .. لايلدغنك انه ثُعبان
وأَختم بحديث أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ان العبد
ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالاً ، يرفعه الله بها درجات .
وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايُلقي لها بالا يهوي بها في
جهنم ) . رواه البخاري والترمذي ....